کد مطلب:323827
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:327
جارودی و التکریم الاسلامی للمرأة
و لسنا نحن الذین نقول ذلك وحدنا؛ بل ان المفكر الفرنسی المسلم رجاء جارودی یقول: «ان المثال النموذجی لهذا التعصب فی الغرب (ضد الاسلام) یظهر فی المجادلات حول المرأة فی الأسلام، و من المفید أن نمیز مرة أخری بین التعلیم القرآنی، و بین تطبیق الدول الاسلامیة من جهة و من جهة أخر مقارنة عادلة بین تطبیق الشعوب المسیحیة الحقیقی، وبین التطبیق الحقیقی عند الشعوب الاسلامیة. و لیس بین نظریة الطرف الأول، و تطبیق الطرف الثانی.
«و علی المستوی اللاهوتی لم یشر القرآن الكریم الی علاقة عبودیة و خضوع بین المرأة و الرجل. فالمرأة فی القرآن الكریم خلقت من نفس واحدة: «یا أیها الناس اتقوا ربكم الذی خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثیرا و نساء» [1] .
من الصحیح ان القرآن مثل التوراة و الانجیل قد منح للرجل سلطة علی المرأة و هذا التباین هو سمة ثابتة فی كل المجتمعات الأبویة و لم یختف حتی فی یومنا هذا فی أی بلد من البلدان، لكن اذا قارنا القوانین القرآنیة مع قوانین المجتمعات
السابقة فانها تشیر الی تقدم ملموس قیاسا لقوانین مدینتی (أثینا و روما) حیث كانت المرأة تعتبر قاصرة الی الأبد.
«أما فی القرآن الكریم فان المرأة لها الحریة الكاملة فی التصرف بأموالها و ممتلكاتها.
«ان هذا الحق الموجود فی غالبیة التشریعات الغربیة، و خاصة فی فرنسا لم یعترف فیه للمرأة الا فی القرن التاسع عشر أو القرن العشرین.
«فالقرآن الكریم و السنة الشریفة یمنحان للمرأة حق طلب الطلاق (عند الضرورة). و هذا الحق لم تنله المرأة فی الغرب الا بعد ثلاثة عشر قرنا.
«لقد أقر القرآن الكریم تعدد الزوجات، لكنه لم ینشئه فهو موجود من قبل، و المتطلبات التی فرضها القرآن هی التالیة: عدالة تامة، اقتصادیة، عاطفیة، جنسیة بین مختلف النساء. و بهذه الشروط جعلت الأنظمة القرآنیة تعدد الزوجات أمرأ صعبا.
«علاوة علی ذلك فان الفصل و دم التمییز بین الناحیة القانونیة فی الزواج المرتبط بمجموعة القوانین الاجتماعیة، و بین العلاقات الشخصیة فی الحب و الجنس، هو نفاق مفضوح. فالزواج الواحد المتشدد الذی أوجد فی قانون نابلیون بتشریع الزواج الذی كان هدفه الأساس الحفاظ علی شكل من الملكیة و الأرث، هذا التشریع لم ینل من التطبیق الفعلی الا النادر القلیل فقط.
«فی تقالیدنا الغربیة الزواج الأحادی موجود فی القوانین فقط، و هو حبر علی ورق. بینما المعمول به فعلا هو تعدد الزوجات، و هذا یتوضح فی توجه جوهر الأدب الغزلی فی الغرب كما فی أماكن أخری الی تمجید الحب، غیر حب الزوجة الشرعیة» [2] .
[1] سورة النساء، الآية 1.
[2] راجع جارودي: السابق.